قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي، إن “القبيلة هي الفيروس الذي شلَّ جهود مأسسة الدولة في أغلب بلدان القارة الأفريقية، وهي الثقب الذي دخل منه الفساد، وجدث فيها المجموعات الإرهابية الوقود الدافع لحركتها.”
أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “فرنسا منذ دخولها الاستعماري الأول إلى أطراف القارة ووسطها، وظّفت الظاهرة القبلية، بما تشعله من نزاعات وصراعات. لكن أفريقيا اليوم غير تلك التي احتلتها فرنسا في زمن غبر. روسيا جاءت إلى القارة بقوة في سنوات حركات التحرير، خاصة في حقبة الاتحاد السوفياتي، حيث برزت مجموعة ما يمكن أن نطلق عليها «الأساتذة المتأفريقين»، على وزن المستشرقين. تعمقوا في دراسة المجتمعات الأفريقية بكل ما فيها من مكونات اجتماعية وثقافية قديمة وحديثة. وهذا سلاح مضاف يساعد روسيا على توسيع وجودها في القارة الأفريقية، في مواجهة فرنسا التي تنسحب بسرعة في مشهد يرتفع فيه غبار الهزيمة.” وفق تعبيره.
وتابع قائلًا: “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارته في الأسبوع الماضي إلى جنوب أفريقيا شن هجوماً نارياً على فرنسا، واتهمها بالعودة الاستعمارية إلى أفريقيا. وأضاف لافروف أن تدخل فرنسا في ليبيا سنة 2011 كان بهدف اتخاذ الأراضي الليبية منصة للقفز منها إلى داخل القارة الأفريقية. مقابل الحملات الشعبية الواسعة التي تدعو إلى خروج فرنسا من أفريقيا، هناك موجة مضادة تزداد اتساعاً، وهي الموجة التي ترحب وتطالب بالوجود الروسي في دول الساحل والصحراء. وجود عناصر «فاغنر» الروسية في هذه الدول وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية موزمبيق لم يعد سراً، بل هو بارز في الأماكن الحيوية والمهمة؛ المطارات والمناجم وبعض المعسكرات وحتى في بعض الدوائر الحكومية.” وفق تعبيره.