تصاعدت حدة الاحتجاجات الشعبية داخل مدينة زوارة (غرب ليبيا) حيال قرار حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بإنشاء منطقة استثمار حرة ذات طبيعة خاصة من «زوارة إلى رأس أجدير».
وطالب المواطنون، الذين احتجوا لليوم الثاني في شوارع المدينة، وأمام مقر بلدية زوارة، (الاثنين) حكومة الدبيبة ومجلس النواب بوقف جميع الإجراءات التنفيذية للمشروع، معبّرين عن مخاوفهم من «ضياع هوية مدينتهم، إذا تم إنشاء المنطقة الحرة».
وقرار تطوير منطقة «زوارة – رأس أجدير» وجعلها «منطقة حرة» جاء وفق القانون رقم (14) لسنة 2010، ويعد أحد مشروعات مؤسسة «ليبيا الغد»، التي كان يترأسها سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، والتي توقفت عقب اندلاع «الثورة» التي أسقطت نظام والده عام 2011.
وقال موسى برهان، أحد الرافضين لإقامة المشروع داخل الحدود الإدارية للمدينة، إن «المواطنين خرجوا للتعبير عن رفضهم للقانون المُعتمد منذ نظام القذافي، ولمطالبة السلطات بالبلاد بإلغائه»، مضيفاً: «زوارة لها طبيعة خاصة، ونخشى على هويتنا الثقافية من الضياع».
وانضم عميد البلدية حافظ بن ساسي، إلى الحراك الشعبي الرافض للمشروع، داعياً في تصريح صحافي، جميع الأهالي «للتضامن وتوحيد الكلمة والصف» من أجل «قطع الطريق» أمام من سماهم «السماسرة الذين يسعون للقضاء على أرضنا وهويتنا وثقافتنا ووجودنا».
يشار إلى أن الساعدي، نجل القذافي، تبنى فكرة المشروع، إبان حكم والده. ووفقاً للقانون يتم إنشاء منطقة استثمار حرة ذات طبيعة خاصة تسمى «منطقة تنمية وتطوير زوارة – رأس أجدير»، وتكون لها الشخصية الاعتبارية، والذمة المالية المستقلة، على أن تشمل المنطقة جزيرة فروة بالبحر المتوسط قرب الحدود التونسية. وكان مقرراً وفق رؤية الساعدي القذافي، أن تمتد حدود المشروع بداية من غرب مدينة مليتة حتى رأس أجدير.
ولا تزال ليبيا متأخرة في التوجه نحو «المناطق الحرة»، وفقاً لخبراء ليبيين، بالإشارة إلى أن المنطقة الحرة بمدينة مصراتة، كانت أولى هذه المناطق، وسعى الدبيبة إلى تطويرها بعد قدومه للسلطة.
وزوارة من المناطق الليبية التي تتمسك باللغة الأمازيغية، ويحتفل مواطنوها برأس السنة الأمازيغية، وينتشر «أمازيغ ليبيا» في غدامس، وكابو ويفرن وجادو والقلعة.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا