أخبار ليبيا 24
انبثق الإرهاب من فكرة التشدُد والعنف والترهيب، ولعل أطماعًا وقوى خارجية كانت سببًا بل ودافعًا لاستمراره وتمدده وتغذيتهِ في المنطقة.
زياد بلعم.. أو فريد محمد بلعم، مواليد 1976 من سكان حي الماجوري ومنه انتقل إلى حي سيدي حسين في مدينة بنغازي، هو أحد أكثر القادة الإرهابيين فتّكًا، اعتنق وتشبع بالفكر الجهادي المتطرف.
برُز الإرهابي المتطرف منذ عام 2011، عندما كان آمرًا لكتيبة عمر المختار ثم لكتيبة سرايا مالك التابعة لتنظيم الشريعة المرتبط بتنظيم القاعدة كما أنه أحد أبرز قياديي مجلس شورى ثوار بنغازي الإرهابي.
قصةُ جديدة من قصص الإرهاب في ليبيا، نسرد تفاصيلها لكم على لسان العميد أبوبكر المغربي.
– في عام 1995؛ أي قبل ظهور الجماعات الإسلامية المقاتلة في بنغازي.
كان العميد أبو بكر المغربي يعمل كمناوب في قسم التحقيق بمركز شرطة الحدائق برتبة ملازم أول.
في يوم جمعة، وتحديدًا قبل صلاة الجُمعة، عمِل المغربي رفقة مناوبين آخرين وهما: صلاح المصراتي وفرج الفيتوري.
دخل إلى قسم الشرطة شخصٌ حمل ملامح مريبة، وهو من ذوي السوابق، يدعى مرعي القطعاني والملقب بالدلوعة، هلع إلى المركز وبّلغ عن زيارة شخص مجهول إلى منزلهم بمنطقة الليثي – شارع الحجاز، حيثُ قال القطعاني إن الشخص المجهول كان يقِلُ سيارة عسكرية نوع لاند كروزر ، ولم تحمل السيارة لوحةً معدنية، واشتبه القطعاني بأن تكون السيارة قد سُرقت!
وباستجوابه أخبرنا القطعاني بأن الشخص المجهول سأل عن أخيه المدعو خالد القطعاني -وهو الآن في طرابلس يقاتل في صفوف الميليشيات المسلحة ضد الجيش الوطني- ولكن حينها كان خالد القطعاني مسجونًا في سجن أبو سليم بطرابلس، وقد ترك سيارته أمام منزل عائلته في بنغازي ولكنها غير موجودة ويرجّح أنها قد سُرقة.
يواصل.. وعليه، قُمنا بالتنسيق معه لإعداد كمين لضبط الشخص المجَهول -حتى هذه اللحظة- وكلفتُ صلاح المصراتي و فرج الفيتوري بالذهاب مع القطعاني
وحملوا معهم مسدسًا بلجيكيًا يحتوي على رصاصة واحدة فقط؛ وأردف بالقول -اعتبرنا الموضوع جنائيًا وروتينيًا- يُكمل.. فور خروجهم باتجاه منطقة الليثي ومرورهم بكوبري شارع الحجاز، لفت انظارهم شخصٌ يمشي بجانب الطريق، ليسرع القطعاني بالإشارة عليه بإصبعه ويردد.. هذا هو الشخص.
يُكمل.. عندما حاولنا إيقافه وضبطه شرع المجهُول بالهرب.. وقفز داخل مزرعة عزيزة المحاذية للكوبري، وعليه؛ تمت ملاحقته داخل المزرعة جريًا على الأقدام، ليقف المجهول فجأة ودون سابق إنذار وقام برماية عناصر الأمن بحجارةٍ كبيرة لمحاولة عرقلتهم؛ ليسرع صلاح المصراتي بإطلاق الرصاصة الوحيدة صوب المجهول، وأصابته أسفل قدمه..
وعلّل المغربي؛ من المتعارف عليه أنهُ و بعد رماية آخر اطلاقة في المسدس ترجع الأقسام للخلف، وفي تلك اللحظة ايّقن المجهول خلو المسدس من الذخيرة، وتهجم على الاعضاء في محاولة منه لنزع المسدس من المصراتي، ونشبت حينها مشاجرة عنيفة بين الطرفين ولكن محاولته بائت بالفشل.
وقال المغربي: عندما أمسكنا به ظل يردد عبارات غريبة، أسمعها للمرة الأولى في حياي مثل “يا كفرة.. يا طواغيت يا مرتدين.. معمر كافر وغيرها الكثير”
يواصل.. عندما قمنا باستجوابه أفاد بأن اسمه “فريد بلعم” و تدرب في السودان في معسكرات الإرهابي الكبير حسن الترابي، وأكد أنه و وصل منذ ساعات إلى بنغازي.
يواصل المغربي.. أخبرنا بلعم بأنه كان يتفادى البوابات والدوريات الأمنية، وعندما قمنا بتفتيشه عثرنا على مبلغ من العملة السودانية وبضعة دولارات.
يُكمل.. بعد انتهاء مدة الاستجواب المعقّدة، جاء مدير جهاز الأمن الداخلي حينها العقيد شعيب لامين رفقة ضباط من الجهاز الأمن وشدّدوا على جهودنا في ضبط المجرم الذي كان لديه قيد أمني بجهاز الأمن الداخلي، ومن ثمّ جرى نقله إلى مديرية الأمن بالهواري، وفور وصولنا إلى المديرية قام بلعم بترديد ذات العبارات المريبة التي رددها في وقت سابق.. يا كفرة، يا طواغيت، يا مرتدين.
وفي نهاية القصة، قال العميد المغربي.. سلمناهُ إلى جهاز الأمن الداخلي وتم سجنه بسجن أبو سليم إلى تم الإفراج عنه هو وباقي المساجين من قبل سيف الإسلام القذافي بداية انطلاق أحداث ثورة السابع عشر من فبراير عام 2011 و أصبح من قادة فبراير آنذاك.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا