شن رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة محمد بعيو هجوما على عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني لانتقاده مشروع النهر الصناعي، قائلا: “أيها السيد موسى الكوني.. لا تهرف بما لا تعرف.. النهر الصناعي ليس بئراً ترعى عليه إبِلك وأغنامك”.
وسخّر بعيو إحدى تدويناته المطولة على “فيسبوك” في الرد على الكوني، بادئا بقوله: “هـزُلـت حتى بـان مِن هُزالها كُـلاهـا.. وحـتـى ســامــهــا كُــل مُــفــلِــسِ، من ذاكرتي التي لا تزال متوهجة، ولم تتحول إلى المرحلة السمكية أو الحالة القطيعية، استحضرت هذا البيت من الشعر العربي، الذي يصف حالة ناقةٍ هزيلة، بلغ من هزالها أن بانت كلاها تحت جلدها الضامر، ولم تجد مشترياً لها في سوق الأنعام إلاّ المفلس”.
وأضاف: “هو بيت دلالي استعاري ترميزي، أستدل به هنا في مقام وصف حالة وطنٍ بلغ من السوء والهزال، درجة أن يساومه بل ويحكمه كل مفلس جاهل، ألقت به مجاهل العدم إلى سدة الحكم، فانتشى وهذي وهرف بما لا يعرف، وتكلم بلسان متلعثمٍ مُتلجلجٍ جاهل، متحدثاً بسم ليبيا المكلومة المظلومة المفقودة المؤودة، على المنابر وفي المحافل”.
وتابع: “سبب هذا التداعي الأليم ليس الجاهل البليد غير الحميد، الذي كلما سخر منه الساخرون تمادى في سخافاته وسماجاته، بل شخص آخر ساقت مقادير الوطن الأليمة إليه منصباً رفيعاً لا يستحقه، وهنا أقصد صِفته ومنصبه وليست أوصافه ومثالبه، فليس لي على موسى الكوني بلكاني الإنسان من مآخذ، لكن الكوني المسؤول المولود من رحم الصدفة والصدمة، كان عليه أن يعرف قدره فيقف دونه، ويعرف قدراته فلا يتجاوزها، فليس معنى أن عنده مساعدين منافقين يكتبون له وهو شبه الأُمّي، كلمات ينطق بها نيابة عن ليبيا، أنه أهلٌ للحديث نيابة عنا على منابر محفل دولي، مثل ذلك الذي التأم منذ أيام في نيويورك تحت اسم قمة الأمم المتحدة حول حُسن إدارة الموارد المائية، والذي وصف فيه -الكوني بلكاني- مشروع النهر الصناعي العظيم، بأنه مجرد محاولة من النظام السابق لحل مشكلة الموارد المائية، تمثلت في حفر آبار في الصحراء لنقل المياه الجوفية إلى الشمال، زاعماً عن جهل وربما ليس عن قصد، أن الحل الحقيقي كان يجب أن يتمثل في تحلية مياه البحر ونقلها من الشمال إلى الجنوب، مختتماً جواهر أوهامه المكنونة باقتراح جهنمي، بأن يتم إنشاء لجنة مشتركة ليبية جزائرية تونسية لاستغلال حوض غدامس”.
وواصل بعيو: “يا أيها الكوني الأُمي ليست الأمية عيب لكن العيب هو أن لا يعرف الجاهل أنه جاهل، ليست عندي الرغبة في الرد والتعليق على هذيانك، الذي لولا أنك نطقت به باعتبارك مِن نكد الدنيا، تمثل المجلس الرئاسي في ليبيا، وأمام محفلٍ دولي تشارك فيه عشرات الدول الحقيقية وليست الوهمية الموهومة مثل دولتكم المزعومة، التي هي ليست دولتنا، لكنني أقول لك إنّ من السفاهة والتفاهة والضحالة بل والنذالة، تسفيه وتتفيه المشروع العجائبي العملاق النهر الصناعي، الذي لا مثيل له حتى الآن في العالم، والذي أنقذ ليبيا من العطش، والذي تكفي مخزوناته حسب التقارير العلمية الموثوقة لحماية ليبيا وسكانها، من العطش مئات السنين، وتحويله على لسانك المتلعثم غير المُبين، إلى مجرد حفر آبار في الجنوب لسقاية الشمال، ولا لوم عليك أيها المسكين، فحين كان الليبيون في خريف سنة 1984 يضعون أساس النهر الصناعي، لتتدفق مياهه بعد خمس سنوات في مرحلته الأولى، كنت أنت يا سيد موسى مجهول الوجود معلوم العدم، وربما لم تأت إلى ليبيا بعد”.
وأردف بعيو في رده على الكوني “هذا لا يعيبك فأنت من إخوتنا الطوارق إحدى المكونات المحترمة للأمة الليبية العريقة العظيمة، رغم أن في الطوارق وفي فزان من هو أجدر وأكفأ منك ألف مرة ليكون ممثلاً لهم في مجلس المحاصصة الرئاسية الوهمية الثلاثية، لكن يعيبك أن تنسى أمسك ونفسك، لتنكر حقائق ساطعة كالشمس في رابعة النهار، ولتنفش ريشك وتنفخ أوداجك، فتتطاول على إنجاز وطني ليبي، صحيحٌ أنه تم وأُنجز في عهد معمر القذافي رحمه الله، ولو تأجل إلى ما بعد فبراير التي أتت بك من العدم لما كان تحقق، لكن معمر لم يحمله معه وهو الإنجاز المعلوم إلى قبره المجهول”.
واختتم: “يكفي.. فقد أعطيتك في هذه السطور من الأهمية أكثر مما تستحق، ولولا غيرتي على وطني الحبيب ما كان قلمي بهذه الكلمات تدفّق ونطق”.