عاجل ليبيا الان

جريدة لندنية: حملة على مسلسل “شط الحرية” الليبي بسبب حلقة مثيرة للجدل

مصدر الخبر / المشهد

أثارت حلقة “الدحداح” من السيتكوم الليبي “شط الحرية” الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي جدلا واسعا في الأوساط الليبية بسبب هجوم شنه إسلاميون متشددون على فريق العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بزعم أن في اسم الحلقة إساءة للإسلام والمسلمين، وفقاً لتقرير نشرته جريدة العرب اللندنية.

وأصل الحكاية أن “قوبعة” أحد شخصيات السيتكوم قتل جروا كان يحاول أكل قطع القديد المنشورة أمام الخيمة لتجف بحرارة الشمس في “مقلب الشراب”، وهو جرو كان صاحبه “الهمندعي” أطلق عليه اسم “الدحداح”، لكن بعض المتشددين اعتبروا ذلك إساءة إلى صحابي يدعى ثابت بن الدحداح توفي في المدينة المنورة في العام السادس الهجري.

وبادر مؤلف ومخرج “شط الحرية” فتحي القابسي بالتأكيد أنه لم يسمع، لا هو، ولا الفريق العامل معه، بصحابي اسمه ثابت بن الدحداح، وقال “قد يكون ذلك بسبب قصور في الاجتهاد أو قلة معرفة أو عدم وعي، وأنه لا يمكن أن يفكر ولو بنسبة واحد في المئة أن يكون الأمر مقصودا”.

رغم نجاح السلسلة الهزلية إلا أن هناك من يعتقد أن مستواها قد تراجع بسبب الضغوط المسلطة عليها من جهات عدة

وتابع القابسي متوجها إلى جمهور العمل “لذلك لا تصدقوا كلام المغرضين والحاسدين الذين من شدة كرههم للمسلسل، يسعون لتأويل مضامين الحلقات كما يرونها هم، ويذهبون بها في مناطق خطرة. ويتصيّدون لنا الأخطاء.. حتى وإن كانت هذه الأخطاء غير مقصودة”، وفق تعبيره.

وأردف أن “شط الحرية” قدم خلال المواسم الأربعة الماضية الكثير من المواضيع والمواقف المثيرة للجدل والسجال، وتطرق إلى جميع المسائل تقريبا، إلا موضوع الدين، فإنه لم يقترب منه.

و”شط الحرية” سيتكوم ينتمي إلى الدراما الاجتماعية، ذو أسلوب كوميدي ساخر، تدور أحداثه في منطقة “مقلب الشراب” النائية والتي لا يزال أهلها يعيشون بعيدا عن الطفرة الحضارية وعن التكنولوجيات الحديثة، ويمارسون حيواتهم ببساطة تبدو أقرب إلى السذاجة بما يوفر للكاتب مجالا لطرق المشاكل والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة العويصة بأساليب تبدو بالنسبة للمشاهد في أعلى مستويات الجرأة والشجاعة الفنية.

وتطرقت السلسلة الهزلية منذ حلقاتها الأولى إلى مواضيع شائكة كما حدث في الحلقة الأولى من الجزء الخامس التي تطرقت إلى موضوع تسليم المطلوبين إلى أطراف أجنبية في إشارة إلى إقدام حكومة عبدالحميد الدبيبة على تسليم الضابط السابق بجهاز الأمن الخارجي أبوعجيلة المريمي إلى السلطات الأميركية في ديسمبر الماضي لمقاضاته بتهمة التورط في تفجير لوكربي، أو في الحلقة الثانية التي تطرقت إلى موضوع الفساد وفقدان السيولة النقدية من المصارف الليبية.

وكان إنتاج العمل قد انطلق في العام 2018 بجهود وإمكانيات إنتاجية خاصة من قبل عدد من الممثلين المسرحيين الهواة بمدينة أجدابيا شرقي ليبيا ممّن كانوا يجمعون مبالغ تبرعات لتوفير الإمكانيات التقنية.

وفي العام 2020 سجّل “شط الحرية” أغلى سعر في سوق الإنتاج حيث اقتنته قناة 218 بمبلغ ثلاثة ملايين دينار (حوالي 640 ألف دولار أميركي)، وهو نفس الأجر الذي حصل عليه العمل من قناة “المسار” التي تعرضه هذا العام.

في العام 2020 سجّل “شط الحرية” أغلى سعر في سوق الإنتاج حيث اقتنته قناة 218 بمبلغ 640 ألف دولار أميركي

ويجمع سيتكوم “شط الحرية” عددا من الفنانين الذين برزوا وأثبتوا تميزهم من خلال أجزائه الخمسة، وهم سليمان اللويطي في شخصية أبورقبة، وخالد ابريك في شخصية مراجع راعي الأغنام، وجمال الرقعي في شخصية مشري راعي الإبل، ونجم فرج في شخصية مويله وهو راعي إبل كذلك، واحميده حميد في شخصية الشيخ الهمندعي وهو يمتلك محلا صغيرا في المنطقة، وعبدالهادي بوخريم في شخصية الفقيه زيدان الذي يعد أكثر أهالي “مقلب الشراب” علما، وآخرون مثل عادل أبوشهبة وإبراهيم منصور، وصالح الخرفاش، وعبدالباسط الفالح، وعبدالرحمان شدة، وغيرهم.

ويحظى “شط الحرية” بانتشار واسع في ليبيا ودول الجوار، وقد تفوق من حيث نسبة المشاهدة على جميع الأعمال الأخرى التي ترصد لها ميزانية ضخمة مثل مسلسل “السرايا” الذي تعرضه قناة “سلام” وهو من تأليف سراج الهويدي وإخراج أسامة رزق وإنتاج وليد اللافي الذي يتولى منصب وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية.

ورغم نجاح السلسلة الهزلية إلا أن هناك من يعتقد أن مستواها قد تراجع عن السنوات الماضية، وذلك بسبب الضغوط المسلطة عليه من جهات عدة، والتي دفعت بمؤلفه إلى اعتماد الرقابة الذاتية لضمان عدم الملاحقة من أي جهة كانت في شرق أو غرب البلاد، علما وأن المؤلف والمخرج فتحي القابسي كان قد أعلن في مايو العام الماضي تخليه عن السيتكوم واعتزاله العمل الفني دون ذكر الأسباب، ثم عاد عن قراره بطرح الجزء الخامس الذي يبث حاليا على قناة “المسار”. المصدر: جريدة العرب اللندنية.

إقرأ الخبر ايضا في المصدر من >> المشهد الليبي

عن مصدر الخبر

المشهد