ليبيا الان

الكرغلي: الدور الإفريقي لصنع السلام الليبي حيوي لتهميش دور واشنطن وأوروبا

ليبيا – أجرى مشروع “التحالف الأسود من أجل السلام” الإنساني الأميركي مقابلة صحفية مع الباحث في الشأن السياسي الليبي عصام الكرغلي بشأن أوضاع البلاد.

المقابلة التي تابعتها وترجمت الخلاصة منها صحيفة المرصد، ركز فيها الكرغلي على تحول ليبيا المسالمة المزدهرة بعهد العقيد الراحل القذافي لأرض تمزقها حرب فصائل مسلحة مدعومة من لاعبين إقليميين ودوليين تدور رحاها منذ الغزو العسكري لحلف شمال الأطلسي “ناتو” في العام 2011 وفيما يلي نص خلاصتها:

س/ كيف تفرض الولايات المتحدة و”ناتو” الحاجة إلى تدخل القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا “أفريكوم” كما فعلت في ليبيا؟

ج/ يجب دمج فهم أنشطة “أفريكوم” الأخيرة في ليبيا في فهم أوسع لتاريخ الأخيرة وكيف مكنت تداعيات تدخل “ناتو” وحلفاؤه الإقليميين فيها من التسلل إلى جهاز الأمن في البلاد، وتم تدمير الجيش الليبي، ما وضع الأساس لدولة ضعيفة تعتمد على الجهات الأجنبية لإجراء عملياتها الأمنية تسبب تدمير ليبيا وجيشها بحاجة إلى مزيد من التدخل الغربي، وينتج عن هذه الإمبريالية الاندماج القسري للجنوب مع الشمال على أساس علاقة التبعية الأمنية.

س/ من هم الليبيون الذين دعوا “أفريكوم” لبدء مهمتها في ليبيا؟ وما هو الدور الذي لعبوه في إسقاط القذافي؟

ج/ “أفريكوم” شاركت في تدمير ليبيا تحت ستار مهمة “ناتو” في العام 2011، ولكن مع انتهاء قرار مجلس الأمن الدولي 1973 بالقضاء على النظام وتوقفت العمليات ومع ذلك عندما بدأت الجماعات المسلحة من قبل “ناتو” في المطالبة بالأراضي وإعلان الانتماء إلى “داعش” وبث الرعب اللا نهائي على السكان، ما حفز لإطلاق نداءات من قبل سلطة الأمم المتحدة الجديدة في ليبيا “الحكومة الوطنية” لتدخل أجنبي آخر بدأ.

أطلقت “أفريكوم” مهمتها في ليبيا في أغسطس من العام 2016 في مدينة سرت لمساعدة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في قتال عناصر “داعش”، ولم يتم انتخاب المجلس من قبل الليبيين، لكن تشكيلها يشمل نسبة كبيرة ممن قاتلوا ضد النظام السابق وهم في الغالب أعضاء في جماعة الإخوان.

س/ فيما يتعلق بالغارات الجوية التي قتلت 11 مدنيًا، هل تعتقد أن “أفريكوم” غير مبالية أم أنها متعمدة بالفعل، وإذا كان ذلك مقصودًا فما هو هدفهم النهائي؟

ج/ عمليات “أفريكوم” لم تنته بهدف القضاء على العناصر الإرهابية في مدينة سرت عام 2016 لقد واصلوا عملياتهم حتى يومنا هذا وكان لذلك انعكاسات على النسيج الاجتماعي للمجتمع الليبي وتتعاون “أفريكوم” مع حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت في عام 2021 لاستهداف فئات مهمشة في الجنوب من الذين حرموا من الخدمات الاجتماعية والحصول على الرعاية الصحية والتعليم، وتم تأطير قبائل في الجنوب بصفة مساعدين في الأنشطة الإرهابية لإضفاء الشرعية على الاستخدام المفرط للعنف ضد السكان المدنيين.

ويظهر مقتل 11 منهم بذريعة الإرهاب مستوى الإفلات من العقاب الذي تتمتع به هذه العمليات العسكرية، لا سيما عندما تفتقر الحكومة المحلية إلى الشرعية الشعبية ويكون حكمها محروسا إلى حد كبير بكيفية منح الغرب الشرعية لها، ويجب النظر إلى هذه الضربات الجوية من خلال الاندماج القسري لليبيا مع جهاز الأمن التابع لـ”أفريكوم” ما يجعلها دولة تعتمد على الأمن.

س/ من الواضح أن هناك مجموعات وفصائل متعددة على الأرض ولها أجنداتها الخاصة، هل هناك دور بناء للاتحاد الإفريقي يلعبه في عملية إعادة بناء ليبيا؟

ج/ تم تقييد مشاركة الاتحاد الإفريقي منذ العام 2011 من قبل “ناتو” وحلفائه في ومُنع من السفر إلى ليبيا وهدده الحلف بعدم الاقتراب من المجال الجوي الليبي، ومن المفارقات كيف يتحكم “ناتو” في المجال الجوي الأفريقي وكما رأى الاتحاد الإفريقي أن الحكومات الليبية المتعاقبة المرعية من قبل الأمم المتحدة لم تكن مهتمة بتوجه النظام السابق نحو دمج ليبيا مع إفريقيا.

وقد أدى ذلك إلى مشاركة محدودة مع الاتحاد الإفريقي، وهو ما يقابله الاهتمام المنقسم للاتحاد بشأن ليبيا، ومع ذلك نظرًا لأن الإفريقي لم ينشر تدمير البلاد ودعا دائمًا إلى حلول سلمية حقيقية للنزاعات بين الجماعات المختلفة ووقف التصعيد فله دور في إعادة الإعمار.

وإذا تمكنت مجموعة من الدول الأفريقية المؤثرة على سبيل المثال لا الحصر جنوب إفريقيا ونيجيريا وتنزانيا والجزائرمن توحيد جهودها لاستحضار خطة للفصائل الليبية للاجتماع في ليبيا من أجل حوار ليبي ليبي، فهذا من شأنه تهميش أي جهود تبذلها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لاختيار عدد قليل من النخب وإعادة إنتاج نفس النتائج التي قادتها البعثة الأممية.

س/ كيف يمكن للأفارقة في جميع أنحاء العالم أن يتصرفوا بشكل أفضل في التضامن مع جماهير الشعب الليبي؟

ج/ هناك عدد قليل من الفاعلين المختارين في ليبيا ممن اكتسبوا الشرعية الدولية من خلال الخضوع لمصالح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و”ناتو” ورأس المال العابر للحدود، وهذه الجهات الحكومية لا تمثل الجماهير الليبية التواقة لحياة كريمة وأرض ذات سيادة والسيطرة على مواردها.

ويرتبط تاريخ ومصير ليبيا ارتباطًا مباشرًا بمصير وتاريخ بقية إفريقيا، سواء من خلال النضالات ضد الاستعمار أو من خلال إعادة ظهور المصالح الاستعمارية الجديدة، حيث أصبحت القارة الأفريقية الجوار الجنوبي لحلف “ناتو” وبصفتنا مؤيدين للوحدة الأفريقية يجب أن نفهم المصالح الخبيثة والمسببة للانقسام الغربي في المزيد من نهب أفريقيا.

ويجب علينا أن نتحرك بانسجام ضد الهجوم الاستعماري الجديد ضد إفريقيا وشعوبها ويجب أن نعارض المسار الحالي لزيادة العسكرة، إلا في حالة الدفاع عن النفس وإسكات البنادق ونفهم أن صراعاتنا واحدة والسيادة على أراضينا وبحارنا وجونا مهمة.

ترجمة المرصد – خاص

Shares




The post الكرغلي: الدور الإفريقي لصنع السلام الليبي حيوي لتهميش دور واشنطن وأوروبا first appeared on صحيفة المرصد الليبية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من صحيفة المرصد الليبية

عن مصدر الخبر

صحيفة المرصد الليبية