اشتكى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين السبت من أن التهديدات الفرنسية في ما يتعلق بالصيد “غير مبررة على الإطلاق”.
من جانبه، قال وزير بريطاني إن لندن “تدرس بقوة” استخدام آلية تسوية النزاعات مع الاتحاد الأوروبي المدرجة في اتفاق بريكست لأول مرة.
من جانبها، غردت فون دير لايين أن المفوضية الأوروبية “أنا منخرطة بشكل مكثف لإيجاد حلول” لكل من الخلاف حول الصيد وخلاف آخر مرتبط مع بروكسل بشأن تنفيذ اتفاق بريكست في إيرلندا الشمالية.
وشهد الخلاف المحتدم بشأن الصيد احتجاز سفينة صيد بريطانية في ميناء فرنسي واستدعاء السفيرة الفرنسية في لندن إلى وزارة الخارجية في خطوة عادة ما تكون بين دول معادية وليس حليفة.
وخلال محادثات على هامش قمة مجموعة العشرين في روما “أثار (جونسون) مخاوفه في ضوء تصريحات الحكومة الفرنسية في الأيام الأخيرة بشأن مسألة تراخيص الصيد”، وفقا لمكتب رئيس الوزراء.
وشدد جونسون على أن “التهديدات الفرنسية غير مبررة على الإطلاق ولا يبدو أنها متوافقة” مع الاتفاق الذي يحكم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقبل ذلك بساعات، قال جونسون لشبكة “سكاي نيوز” عن استخدام آلية تسوية النزاعات مع الاتحاد الأوروبي المدرجة في اتفاق بريكست “لا أستبعد ذلك”.
وأضاف “لكن ما أعتقد أن الجميع يرغب برؤيته هو تعاون بين الحلفاء الأوروبيين وإيمانويل ماكرون”.
وتابع في التصريحات التي تأتي عشية انطلاق أعمال مؤتمر الأطراف “كوب26” في غلاسكو الأحد “أشاطرهم رؤية مشتركة مفادها بأن التغيّر المناخي كارثة للبشرية ولدينا الأدوات اللازمة للتعامل معه”.
وتشعر فرنسا بالامتعاض لعدم إصدار بريطانيا وجزر القنال التي تشمل جيرزي وجيرنزي رخصا للقوارب الفرنسية للصيد في مياهها بعد بريكست.
والجمعة، قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس في رسالة مسربة إلى فون دير لايين إن بريطانيا يجب أن تدرك “أنها تسبب ضررا أكبر بمغادرتها الاتحاد الأوروبي من البقاء فيه”.
وقوبلت الرسالة التي حصلت عليها صحيفة “بوليتيكو” برد غاضب من ديفيد فروست، وزير الدولة البريطاني المكلف بريكست، الذي قال السبت إنه يأمل في “ألا يكون هذا الرأي منتشرا على نطاق أوسع في الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف في سلسلة تغريدات على تويتر “من الواضح أن رؤية الأمر معبرا عنه بهذه الطريقة أمر مقلق جدا”.
وأشار فروست إلى أن لندن “تدرس بنشاط بدء آلية تسوية النزاع” بعد التهديدات الفرنسية.
من ناحية أخرى، قال مسؤولون محليون السبت إن سفينة صيد بريطانية حولت وجهة إبحارها الأربعاء نحو ميناء لوهافر في شمال فرنسا لاتهامها بأنها لا تحمل رخصة، وستبقى محتجزة هناك حتى دفع كفالة قيمتها 150 ألف يورو.
وأوضحت إدارة لوهافر ان “السفينة لن تغادر حتى تدفع الضمانات والوديعة”.
ويحتكم انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي إلى ما أطلق عليه “اتفاق التجارة والتعاون” الذي تتبادل لندن وباريس الاتهامات بانتهاكه.
ويسمح الاتفاق لبريطانيا أو الاتحاد الأوروبي بإطلاق عملية تسوية النزاعات، والتي لم يتم اختبارها بعد منذ دخل بريكست حيّز التنفيذ بشكل كامل مطلع العام.
وحذّرت فرنسا من أنه ما لم تتم الموافقة على التراخيص، فستمنع من جانبها القوارب البريطانية من إفراغ حمولتها في الموانئ الفرنسية اعتبارا من الأسبوع المقبل وستفرض عمليات تفتيش على كل البضائع الآتية من المملكة المتحدة.
وحذّرت بريطانيا بدورها من أنها قد تطبّق عمليات تفتيش جديدة تشمل كل قوارب الصيد التابعة لدول الاتحاد الأوروبي.
ورأى ماكرون أن “مصداقية” بريطانيا على المحك في ظل النزاع، متهما لندن بتجاهل اتفاق التجارة والتعاون الذي تم التوصل إليه بعد سنوات من المفاوضات المضنية.
وقال لصحيفة “فايننشال تايمز” إنه “عندما تتفاوض على مدى سنوات على معاهدة ومن ثم تفعل بعد بضعة أشهر عكس ما تقرر في ما يتعلّق بالجوانب التي تناسبك بشكل أقل، فإن ذلك لا يعود مؤشرا كبيرا على مصداقيتك”.
وأكد جونسون في مقابلته مع “سكاي نيوز” أنه “في حال وجود انتهاك (فرنسي) للمعاهدة أو اعتقدنا بوجود انتهاك، فسنقوم بما يلزم لحماية المصالح البريطانية”.
لكن قبيل “كوب26” أكد جونسون أن على جميع الأطراف التركيز على الصورة الأشمل.
وقال إن النزاع بشأن الصيد “تافه مقارنة بالتهديد الذي تواجهه البشرية”.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا